دموع الوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران تبلل مواقع التواصل الاجتماعي.. دموع تماسيح أم استعطاف وندم
مدريد- القدس العربي- من خالد الكطابي: لم يسبق للمغاربة أن رأوا سياسياً مغربياً يبكي أمامهم رغم كل الأزمات والأحداث السياسية التي مرّ فيها الشعب المغربي في تاريخه الحديث.
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية توجّهت في معظمها إلى انتقاد الوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران، عندما بدأ يجهش بالبكاء في مناسبات عديدة أثناء قيامه بترؤس حملات انتخابية بصفته أميناً عاماً لحزب «العدالة والتنمية”.
وفي صفحته التواصلية على الفايسبوك أطلق عبد الإله سخير، مدير موقع «الجريدة24»، لقب “البكاي”، أي كثيرالبكاء بسبب أو بدونه، وتابع: حكومة عبد الاله البكاي، بعد حكومة البكاي (حكومة مبارك البكاي 1955-1958).
فيما تحدث حميد زيد في موقع «كود»عن تحول دموع الوزير الأول إلى بحيرة واصفاً إياها بأسطورة بكاء بنكيران، والعضو الآخر في حكومته وحزبه، إدريس الأزمي، وكيف سيغمر البكاء بلاداً اسمها المغرب.
فيما علّق سعيد لعجل مقدماً صوراً من المهرجان الخطابي الذي ترأسه عبد الإله بن كيران بمدينة تارودانت، حيث يظهرجلياً وهو يجهش بالبكاء ‘‘نعطيوك الولاية الثانية.ها العار إلا ما باراكة علينا وسكت من البكا راه لي فينا يكفينا’’، أي سنعطيك ولاية ثانية. أي دخلك أن تكف عن البكاء لا يمكننا تحمل أكثر.
كما لم يفت البعض ربط تصريحات لابن كيران أكد فيها بأن راتبه كرئيس للحكومة مكّنه فقط من إصلاح مطبخ بيته وغرفة النوم..
مع حوادث البكاء، حيث اعتبروا أنه ‘‘يبكي ليعود مرة أخرى ليكمل ماتبقى من إصلاحات البيت…’’
دموع التماسيح
لقد تعوّد المغاربة أن يروا فقط دموع الفرح أو الخسارة عند الرياضيين المغاربة والأجانب، أو عند متابعتهم للأفلام والمسلسلات على وجه الخصوص.
فيما يعدّ أول احتكاك مباشر مع البكاء كان قبل 19سنة، عندما انتابت هيستيريا من البكاء مقدم نشرة الأخبار الشهيرمصطفى العلوي عند إعلانه وفاة الملك الراحل.
ووصف حينها الصحافي والكاتب حسن نجمي الموقف البكائي، غير المألوف بالنسبة للمشاهدين، لمصطفى العلوي بدموع التماسيح.
كما أن الشعب المغربي والعربي شاهد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يجهش بالبكاء إبان انعقاد القمة العربية عقب الغزو الإسرائيلي للبنان سنة2006.
دموع استعطاف أم ندم وتذكر
ويعتقد البعض أن بكاء ثلاث مرات متتالية وبدون سبب وجيه يرجع إلى أسلوب الاستعطاف الذي يتقنه الرجل منذ سنوات خلت، ويتجلى ذلك في رسائله مع الراحل وزير الداخلية المغربي إدريس البصري، مهندس الحركة الإسلامية بالمغرب، يستعطفه السماح له بالإذن لجماعته بمواصلة نشاطها.
فيما يرى آخرون بأن الرجل أصبح غير قادر على تحمل ما يثقل كاهله ويضيق على خاطره، وتردده في البوح عما يجول بداخله، من ندم وتذكر، حتى لا يعكر صفو أنصاره بحقائق يمكن أن تؤثر على مسار حزبه الانتخابي.
ففي الوقت الذي تباكى فيه مصطفى العلوي على الملك الراحل وفؤاد السنيورة على لبنان.. فإن التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح على ماذا يبكي أمين عام حزب «العدالة والتنمية»؟.